باعتباره دولةً جارة يتشارك الحدود مع سوريا، كان لبنان خيارًا أولًا للكثير من السّوريّين وخيارًا وحيدًا للعديد ممن اضطر للخروج من سوريا. وتقدر السّلطات اللبنانية أن هناك 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان. وعلى الرغم من عدم وجود إحصاء دقيق، تُقدر المفوضية السّامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين المسجلين هو 800ألف تقريبًا. ويشكل هذا العدد أكبر نسبة للاجئين في العالم مقارنةً بعدد السكّان. وكانت المفوضية السامية قد علقت مطلع عام 2015 عملية تسجيل اللاجئين السّوريّين بناءً على طلب من السّلطات اللبنانية، الأمر الذي أدّى إلى غياب الدقّة في معرفة الأعداد الحقيقيّة للاجئين في لبنان. وبظلّ هذا الواقع، يتزايد شعور اللاجئين السّوريين في لبنان بالعزلة والحرمان من العديد من الحقوق الأساسيّة، إضافةً إلى خطر التعرض لاعتداءات عنصرية. وعليه لجأ اللاجئون السّوريون، نتيجةً لهذه المخاوف، إلى النشاط السلميّ للمطالبة بحقوقهم والتعبير عن هذه الشكاوى بحيث قاموا بالمساهمة في عدّة نشاطات أكان بالمشاركة أو بتنظيم تجمعات سلميّة أمام مكاتب المفوضية في زحلة وبيروت وطرابلس لهذه الغاية.. .
شهدت الأسابيع الأخيرة مستويات غير مسبوقة من انتهاكات حقوق الإنسان والاعتداءات الجماعيّة ضدّ اللاجئين السّوريّين في لبنان. على الرغم من خطورة الأوضاع، شهدنا غياب شبه تامّ للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان (UNHCR) مع استمرار الانتهاكات والاعتداءات الممنهجة بحقهم من العداوة والعنف والاعتقال التعسفيّ والتعذيب والترحيل القسري الذي تعتمده السّلطات اللبنانية ضدّهم.
يسلط هذا التقرير الضوء على الوضع الراهن للاجئين السوريين والظروف القاهرة التي يعيشونها في لبنان اليوم، كما يركز على الشكاوى التي رفعها النشطاء والمحتجون خلال سلسلة الاعتصامات السّلمية التي قاموا بتنظيمها أو المشاركة بها أمام مكاتب المفوضية السّامية، والانتهاكات التي ارتكبت بحقهم خلال تجمعاتهم السلمية من قبل حرس المفوضية وقوات الأمن التي قامت بمضايقتهم والاعتداء عليهم لفظيًّا وجسديًا، فضلًا عن اعتقالهم في بعض الأحيان. ويهدف التقرير إلى استعراض هذه الانتهاكات وتبيان كيفية فشل قنوات الاتصال البديلة المتاحة مثل آليات حلّ الشكاوى الخاصة بالمفوضية. ويختتم التقرير بتقديم تحليلٍ قانونيّ لحقّ التجمع السلميّ في لبنان، ويقدم توصيات لضمان حماية اللاجئين وحقوقهم الإنسانيّة الأساسيّة.
للاطلاع على كامل التقرير: